[b]قال وهب بن مذبه:
خرج عيسى عليه السلام يسبح فى الأرض فصحبه يهودى وكان معه رغيفان ومع عيسى رغيف فقال له عيسى :تشاركنى فى طعامك ؟
قال اليهودى :نعم فلما علم أن مع عيسى رغبف واحد ندم،فقام عيسى الى الصلاة فذهب اليهودى فاكل رغيفا ،فلما اتم عيسى الصلاة قدما طعامهما .
فقال عيسى لصاحبه :أين الرغيف الأخر؟
فقال ما كان الا رغيف واحد فاكل عيسى رغيف وصاحبه رغيفا ثم انطلقا ،فجاءوا الى شجرة .
فقال عيسى لصاحبه :لو أن بتنا تحت هذه الشجرة حتى نصبح .
فقال :افعل فباتا ثم أصبحا منطلقين فلقيا اعمى فقال له عيسى :أرايت ان انا عالجتك حتى يرد الله بصرك فهل تشكره؟ قال :نعم، فمس بصره ودعا الله به فابصر.
فقال عيسى لليهودى :بالذى اراك الاعمى يبصر اما كان معك من رغيف.
فقال:والله ماكان الا رغيف واحد،فسكت عيسى عنه، فمرا بظباء ترعى فدعا عيسى عليه السلام ظبيا منها فذبحه ،ثم أكلا منه ثم قال عيسى للظب:قم باذن الله فقام .
فقال الرجل سبحان الله،فقال عيسى :بالذى اراك هذه الأية من اكل الرغيف الثالث؟
فقال :ماكان الا رغيفا واحد ،فمضيا فمرا بنهر عظيم فاخذ عيسى بيده فمشى به على الماء حتى جاوزاه.
فقال الرجل :سبحان الله ،فقال عيسى :بالذى اراك هذه الأية من أكل الرغيف الثالث ؟
فقال:ماكان الا رغيفا واحد.
فخرج حتى اتيا قرية عظيمة خربة واذا قريب منهما ثلاثة أحجار كبيرة من الذهب .
فقال عيسى عليه السلام:واحد لى وواحد لك وواحده لصاحب الرغيف الثالث .
فقال الرجل :أنا صاحب الرغيف الثالث اكلته وأنت تصلى.
فقال عيسى هى لك كلها وفارقه فاقام الرجل عليها ليس معه ما يحملها عليها فمر به ثلاثة نفر فقتلوه وأخذوا الذهب.
فقال:أثنان منهم لواحد: أنطلق الى القرية فاتنا بطعام فذهب .
فقال أحد الباقين :نقتل هذا اذا جاء ونقسم هذا بيننا ،قال الاخر:نعم .
قال الذى ذهب ليشترى الطعام :اجعل فى الطعام سما فاقتلهما وأخذ الذهب وحدى ،ففعل ماأملاه عليه الشيطان ،فلما عاد بالطعام أكلاه بعد أن قتلاه فماتا هما ايضا بجور الذهب فمر سيدنا عيسى عليه السلام بعد ذلك وعندما راى الأربعة صرعى عند الذهب أشار اليهم والى الذهب قائلا:
لمن معه من الحواريين هكذا تفعل الدنيا باهلها فاحذرورها